سجل حافل بأحداث العنف
وهذه ليست هي الحادثة الأولى التي تقع مؤخراً، فإيطاليا نفسها كانت مسرحاً لحادثة لا تقل عنفاً عن موقعة جزيرة صقلية، ففي إحدى مباريات فرق الهواة والتي يشرف عليها الاتحاد الإيطالي قتل مسؤول في فريق سامرتينسي وذلك أثناء مشاجرة حدثت بعد أنتهاء مباراة كان فريقه طرفا فيها.
وقتها قال بانكالي الرئيس المفوض للاتحاد الإيطالي:"لابد من وقفة جادة في الملاعب الإيطالية حتى لا يستفحل الأمر". ولكن للأسف يبدو أن هذه الوقفة لم تحدث من الأساس والدليل ماحدث في استاد مدينة كتانيا.
والغريب والمثير في الوقت نفسه أن حوادث العنف التي وقعت في الفترات الأخيرة، تركزت معظمها في الدول الأوروبية الكبيرة، فلم تعاني هولندا أو إيطاليا وحسب، بل إن فرنسا عانت بشدة من الحوادث المأساوية في المدرجات، ففي كأس الإتحاد الأوروبي وأثناء مباراة كان أحد طرفيها فريق باريس سان جيرمان وكانت تجري أحداثها على أرض استاد باريس أطلق أحد ضباط الشرطة المكلفين بحراسة الجماهير النار على أحد المشجعيين فأرداه قتيلاً. يومها ثار الرأي العام بشدة في فرنسا، خاصة وأن الحكومة الفرنسية كانت قد أنفقت الكثير لتأمين الملاعب ويكفي أن نعلم أن الأستاد الذي وقعت فيه تلك الحادثة كان مزود بـ 102 كاميرا للمراقبة.
أما في ألمانيا فقد تجاوزت حوادث الشغب والاحتكاكات بين الجماهير كل الخطوط الحمراء، حيث اعتقل أكثر من 40 شخصا خلال اشتباك مجموعة من المشجعين الألمان مع رجال الشرطة خلال المباراة التي فاز فيها المنتخب الألماني على مضيفه السلوفاكي 4/1 ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الامم الاوروبية 2008.
وجاءت تلك الأحداث بعد يومين من إصابة مساعد حكم في المباراة التي جمعت بين شتوتغارت كيكرز الذي ينافس بالدرجة الثالثة وهرتا برلين ضمن الدور الثاني بمسابقة كأس ألمانيا برميه بزجاجة جاءته من مدرجات جماهير فريق شتوتغارت كيكرز مما اضطر حكم المباراة لإلغائها.
هذه الأحداث دفعت وزارة الداخلية الألمانية إلى تشكيل قوة تسمى بقوة المهام يكون أهم أهدافها حماية الملاعب ومراقبة المدرجات أثناء إقامة المباريات، إضافة إلى منع مثيري الشغب المسجلين والمعروفين بالهوليغانز من حضور المباريات من الأساس. وكان النظام السابق يقضي بعزلهم في إحدى جنبات المدرجات وعدم السماح لهم بالاختلاط ببقية المشجعين.